الفصل الثاني: [في الاستعانة بالفساق]
  المقدمة، وكان الداعي # قد تخلف للحاق المنهزمة واستئصال شأفتهم، حتى عالوا، ثم لحق الناصر # ولقيه أهل قلعة شالوس، فسأل مِنهم فقيل: أمنهم الناصر #، فقال: لم يبلغني ذلك ولا صح عندي، ثم أشرع فيهم الرماح والسيوف حتى قتلهم عن آخرهم.
= لفتح (آمل)، واتصل بأحمد بن إسماعيل خبره في قوته وظهوره، واجتماع الجيل والديلم على طاعته، وأنه يريد قصد طبرستان وجه إلى (آمل) عساكر، وكتب إلى محمد بن علي المعروف بصعلوك بورود (آمل) و (الري) ومحاربته فوردوا، وبلغ عدد الجماعة أكثر من ثلاثين ألفاً وانضم إليهم من أهل آمل وحشوهم وطغامهم عدد كثير، وكل يوم يركبون في المراكب على طريقة الغزاة ويستفزون الناس إلى حربه (ع) وقضاتهم يفتونهم بذلك، وخرجوا بأجمعهم إلى (شالوس) وأقبل الناصر (ع) بعساكره من الجيل والديلم، ولم يكن لهم من آلات الحرب ما كان للخراسانية، فالتقوا في موضع بين (وارق) و (شالوس) يعرف بـ (بورود) على ساحل البحر، ووقع القتل هنالك فأوقع ¥ في الخراسانية، ومنحه الله أكتافهم ونصره الله عليهم، فانهزموا أقبح هزيمة، وقتلوا شر قتلة، فبلغ عدد المقتولين في المعركة عشرين ألفاً بين مقتول بالسلاح، وغريق في البحر كانوا إذا ثبتوا أخذهم السلاح، فإذا انهزموا غرقوا في البحر، وتحصن منهم نحو خمسة آلاف رجل في قلعة شالوس مع أميرهم يعرف بأبي الوفاء وسألوا الناصر # فأمنهم فمضى لوجهه بعسكره لاحقاً للمنهزمين متوجهاً إلى (آمل)، وكان الداعي إلى الله الحسن بن القاسم # غاب في تلك الحال متتبعاً لفلول المنهزمين من القلعة فسألهم عن شأنهم، فقال بعض الناس آمنهم الناصر، فقال: لم أسمع ولا صح عندي ثم وضع الرايات فيهم فقتلهم من عند آخرهم لم يفلت منهم نافخ ضرمة، ولما دنا من آمل - أي الناصر # - تلقاه فقهاؤها وقراؤها وصلحاء أهلها على وجل فاعتذروا إليه فقبل عذرهم، وتوفر عليهم وحفظهم، ولما دخل البلد امتد إلى جامعها فصعد المنبر وخطب خطبة بليغة، انتهى.