وأما البركة والكرامات الظاهرة والمنامات الصادقة:
  الأمير الأجل شمس الدين المناظرة والبحث للإمام #، وقال: هذا الفرس وهذا الميدان، فاعترفوا بفضله #، ونطقوا بإمامته، وأظهروا اعتقاد ذلك، وإن كان كثير منهم نكث بعد ذلك.
وأما البركة والكرامات الظاهرة والمنامات الصادقة:
  فما لو رمنا إحصاه لما اتسع الورق لشرحه فلنذكر طرفاً من ذلك:
= من كبارهم وأهل المعرفة منهم، فعقد لهم الإمام # مجلساً حضره الأمير الكبير شيخ آل الرسول الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق #، وحضر طائفة من العلماء والمسلمين وأهل الدين وغيرهم.
فافتتح الأمير الكبير الكلام بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على محمد ÷، وقال:
إنا قد وقعنا وإياكم في أمر عظيم، وتكليف شاق على النفوس، وقد صرت على هذه الحال من الكبر أتقوَّم باليدين، فأتيت من البلاد النازحة خوفاً من الله تعالى، واتباعًا لأمره، ولما علمت من وجوب طاعة هذا الإمام، فإن كان عندكم شك في أمره أو برهان واضح أو دليل يخفف عنا مؤونة هذا الأمر الذي قد تحملنا ثقله - فلا نكره التخفيف بعد وضوح الحجة، فمن كان معه منكم شيء فليورده؛ فهذا موضع السؤال، وميدان الجدال، وليشهد جميع من حضر أنَ من أراد ذلك منكم فإنه لا رهق عليه ولا خوف، وأنه جار لي من كل ما يخشاه في هذا المقام.
وإنما أراد الأمير لئلا يقال: إنما نخاف صولة الإمام ونمنع بالشدة عن السؤال، وقد قيل ذلك، فما أجابه أحد منهم إلا بالاعتراف له بالسبق، وأنه الإمام السابق المفترض الطاعة.
ثم تكلم الإمام # بكلام طويل ليس هذا موضع شرحه، وأشار إلى كل واحد منهم بأصبعه واحدًا بعد واحد وهو يقول: هل بقي عندك سؤال أو عليك شبهة في هذا الأمر؟ إلى آخرهم، وكلهم يقول: ما بقي عندي شك ولا شبهة؛ فوقع الإجماع منهم على فضله # والاعتراف له بالسبق ووجوب الطاعة، وهذه الخصال هي الأصل المعمول عليه. انتهى من السيرة.