[نص الرسالة]
[نص الرسالة]
  
  والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وسلامه
  من عبد الله، المنصور بالله، أمير المؤمنين، سلام عليكم.
  فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله لنا ولكم إحماد العواقب، في جميع المسالك والمذاهب.
  أما بعد: فإن الله سبحانه اختار لنا ديناً جعله سبباً لنجاتنا من الهول الأكبر، وطريقاً إلى الفوز بالحظ الأوفر، وجعل المشقة فيه ملازمة للفعل والترك، حتى لو تعرى عن ذلك لخرج عن حده، ولحق بضده.
  ولما كانت هذه أنواعه متفاضلة في الأجر تبعاً لتفاضله في المشقة، كان أعظم ذلك عند أهل العقول ما يتعلق بتعريض النفس لتلفها، وبلوغ نهاية غايتها ودنفها، الذي يعلم أن العقلاء ربما فارقوا الممالك الجسام طلباً للنجاة من ذلك إلى حين، وإن كان لا سبيل إلى النجاة، وهذا الأمر مختص بهذا النوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن مدارَه على مُرِّ الجلاد، وركوب أطراف الصعاد، وهو مع ذلك مترتب أيضاً، فأصعبه ما نحن فيه من الأمر الذي جافى الوساد، وحمى الرقاد، وفرق بين الأوداد، وحال بين الوالد والأولاد، وقد طال ما طلبنا له من نرجو باتباعه السلامة، والفوز في موقف القيامة، بنصح طوية، وصدق نية، اللهُ بذلك عليم، ثم ها نحن الآن لو وجدنا له حاملاً يخلصنا عند الله اتباعه لاتبعناه، ونذرنا في ذلك النذور، وصمنا الأعوام والشهور، كما فعله المرتضى #.