السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على الإعتراضات على السيرة]

صفحة 250 - الجزء 1

  وصدق هذا القائل، إن الرئيس إذا أطيع صار جميع أصحابه رؤوساء، وإذا عصي صاروا أخساء، كما قال علي #: (إنكم سترون بعدي ذلاً شاملاً، وسيفاً مائلاً، وأثرة قبيحة)، فكان كما قال #.

  وقد رأيت أنه ما عتب عليه ولا خالفه إلا أهل الترؤس والعباد والقراء، من أهل النظر والتعمق، والتفيهق والتشدق، حيطوا طريق الصواب، وعميت عليهم الأنباء وتقطعت بهم الأسباب، ولم يرجعوا إلى من أورثه الله علم الكتاب، قال الله سبحانه {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨٣]، وما ظنك بعليل يفر من الطيب، أو سائمة تتهم الراعي وتأتمن الذيب، هل لها في الخير من نصيب:

  واثكلها قد ثكلته أروعا ... أبيض يحمي السرب أن يفزعا

  ألزمها للرشد نهجاً مهيعا ... فخطيت طرق الرشاد أجمعا

[الاعتراض التاسع: تمكين الصاعيين على بعض الرعية]

  قال أيده الله: ومن ذلك تمكين قوم من الصاعيين، وإطلاق أيديهم في قوم من الرعية، مع ما يعلم من حال من حال الصاعيين وغشمهم، وقلة أمانتهم، ولم يظهر منهم توبة ولا إقلاع من أخذ شء من مارة الطريق ومختارها، فلم أرسلوا على قوم وسلطوا عليهم في قبض من زرائعهم، كأهل الهجر.

  الجواب عن ذلك: أنها طعمة لمن لا بصيرة له في الدين، ومثل فعل رسول الله ÷.