وأما الكرامات المشهورة الظاهرة
وأما الكرامات المشهورة الظاهرة
  فمنها: ما شاهده الثقات، ورواه أهل الديانة والأمانة بمدينة شبام: وقد أقبل الإمام # متوجهاً إلى بلدهم، وقد نهض من شوابة(١) إلى المنقل(٢)، في ثلاثة أيام من جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وهو أنه وقع على البلد نور عظيم ساطع بعد صلاة العشاء الآخرة أضاءت له الأرض ضياءً شديدًا حتى إن رجلًا من كبارهم وأهل الديانة وهو المتولي أمر المسجد الجامع يقال له: سليمان بن أقيان، وكان شيخًا كبيرًا روى عنه الثقة أنه كان إذا خرج من المسجد بعد صلاة العشاء الآخرة يتعثر في طريقه لضعف بصره، فخرج في ذلك الوقت على جاري العادة فرأى ذلك النور، وقال للجماعة الذين خرجوا من المسجد - وقد شاهد الكل تلك الآية -: إني لأفرق الليلة بين الحصمة البيضاء والسوداء، وأراهم ذلك، وعجبوا منه، وأصبح المسلمون يتحدثون به في المساجد ويتراجعون في أمره وما سببه.
  قال الشيخ أبو فراس: وشهدت أنا بذلك ورأيته، وأخرت صلاة المغرب لأجل ذلك النور حتى دخل أول وقت العتمة وبعده، وكنت قاعدًا في البيت وظننت بعد ذلك أنه ضوء القمر حتى نبهني من حضر أنه آخر الشهر لما ذكرت ضوء القمر، فخرجت إلى حجرة البيت فإذا النور ساطع في الجدرات، وظننت أنه لم يره أحد غيرنا حتى أصبح المسلمون يروون ذلك في مسجد الغيل ويتعجبون منه.
(١) شوابة: بلد معروف من أعمال ذي بين في بلاد بكيل.
(٢) المنقل: بلدة في وادي مقعر، أحد وديان خب في الجوف.