وأما الفصل الرابع
  وقوله #: «ما أحد أحق من أحد بشيء من الغنيمة، حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه، فأدوا الخيط والمخيط»(١)، وقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}[آل عمران: ١٦١]:
  مخصوص، بقوله: «ليس لك إلا ما طابت به نفس إمامك»(٢)؛ ولهذا فإنه كان ينفل ويتألف من الغنيمة ويهب، وذلك ظاهر.
  والأصل فيه: أن المسلمين لما تنازعوا في غنيمة بدر، قال الشبان والفتيان: الغنيمة لنا، لأنا قتلنا القوم وتبعناهم وأسرناهم، وقال الجلة والشيوخ: هي لنا، لأنا كنا لكم ردءاً وحفظنا رسول الله ÷، فانتزعها الله سبحانه من أيدي الجميع فقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية [الأنفال: ١]، فلم يجعل لهم فيها حقّاً إلا ما أعطاهم نبيُّهم فرضوا بذلك، والإمام نازل في الحكم منزلة النبي #، فاعلم ذلك موفقاً.
  فأما الأخماس: فقد لزمناهم منها ولم نفرط لأحد في ذلك، فأخذنا من الصنو الحسن بن حمزة قيمة مائة دينار عما غنم في الجوف والمحالب(٣)، ودفعناها إلى مستحقيها، وكذلك من دونه منهم، فليعلم ذلك.
[احتجاج الإمام بسيرة الإمام الهادي #]
  وفي سيرة الهادي إلى الحق # ما يدل على ما قلنا:
(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام (٢/ ١٤٥٥) رقم (٢٦٤٢).
(٢) رواه في شرح التجريد، وفي أصول الأحكام (٢/ ١٤٥٤) رقم (٢٦٤٠).
(٣) المحالب: بلدة قديمة خربة جنوبي وادي مور، على مقربة من سوق بجيلة، تقع ما بين المهجم والذنائب.