السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الفصل الرابع

صفحة 145 - الجزء 1

  وقوله #: «ما أحد أحق من أحد بشيء من الغنيمة، حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه، فأدوا الخيط والمخيط»⁣(⁣١)، وقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}⁣[آل عمران: ١٦١]:

  مخصوص، بقوله: «ليس لك إلا ما طابت به نفس إمامك»⁣(⁣٢)؛ ولهذا فإنه كان ينفل ويتألف من الغنيمة ويهب، وذلك ظاهر.

  والأصل فيه: أن المسلمين لما تنازعوا في غنيمة بدر، قال الشبان والفتيان: الغنيمة لنا، لأنا قتلنا القوم وتبعناهم وأسرناهم، وقال الجلة والشيوخ: هي لنا، لأنا كنا لكم ردءاً وحفظنا رسول الله ÷، فانتزعها الله سبحانه من أيدي الجميع فقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية [الأنفال: ١]، فلم يجعل لهم فيها حقّاً إلا ما أعطاهم نبيُّهم فرضوا بذلك، والإمام نازل في الحكم منزلة النبي #، فاعلم ذلك موفقاً.

  فأما الأخماس: فقد لزمناهم منها ولم نفرط لأحد في ذلك، فأخذنا من الصنو الحسن بن حمزة قيمة مائة دينار عما غنم في الجوف والمحالب⁣(⁣٣)، ودفعناها إلى مستحقيها، وكذلك من دونه منهم، فليعلم ذلك.

[احتجاج الإمام بسيرة الإمام الهادي #]

  وفي سيرة الهادي إلى الحق # ما يدل على ما قلنا:


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام (٢/ ١٤٥٥) رقم (٢٦٤٢).

(٢) رواه في شرح التجريد، وفي أصول الأحكام (٢/ ١٤٥٤) رقم (٢٦٤٠).

(٣) المحالب: بلدة قديمة خربة جنوبي وادي مور، على مقربة من سوق بجيلة، تقع ما بين المهجم والذنائب.