[الافتراء والتزييف من المتشيعة]
  وليس فساق زماننا من أولئك في شيء، لتعديهم للحدود المضروبة، واقتحامهم على السدد المحجوبة، وضلالهم في الأعمال والأقوال، والاعتقادات والأفعال، حتى لم يبق معهم من الدين إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، فأجرينا عليهم الأحكام التي أجراها آباؤنا $، كما فعله الهادي # في علاف ونجران، وضاة وغيرها من البلدان، من أخذه للرقيق والكراع والسلاح والغنم والإبل، من غير تمييز ولا بحث، وإن كنا نعلم أنه لو بحث لوجد فيهم اليتيم والأرملة والضعيف، ومن لا ذنب له، ومن لا يستطيع الانتقال إلى دار الهجرة، وذلك ظاهر لكل منصف.
  رجعنا إلى ما كنا بصدده:
  فلما كان ذلك كذلك ملكنا بحكم الكتاب الكريم - على الحق والسنة الماضية -.
[الافتراء والتزييف من المتشيعة]
  فلما تحقق ذلك لجماعة من المنتسبين إلى الدين، وتبينت لهم الصورة، اجتمعوا في بعض هجرهم المشهورة، للرأي والمشورة، فانبرم الأمر على أن هذه الجارية أم صبيين صغيرين، ضعيفين حسيرين، وأنها لما صارت في منزل الصنو - أيده الله - سألته أن يشفع إلينا في ردها إلى ولديها، فأغلظ في الرد عليها، فلما دنا الأمر المبرم، والقضاء المحكم، أَبْرَزَتْ إليه ثلاثمائة درهم، وقالت: إن كان لا بدكم من الاحتياط عليّ، فمر بهذه الدراهم إلى ولديّ، فلحق الفرع بالأصل، ووقع أمر ليس بالهزل - قاتلهم الله أنى يؤفكون -، أفلا يعلمون أي عقبة يتسنمون، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.