[خبرة الإمام # بالحرب]
[خبرة الإمام # بالحرب]
  ومهما جهلت من الأمر فلن تجهل معرفة إمامك بالحرب، فإنه لبس قمصانها، وخاض غمراتها لبضع عشرة سنة من مولده إلى يومه هذا ما وَضَع لها وزراً، ولا عَرَّى منها ظهراً، وما يعلم - والمنة عليه لله سبحانه في ذلك، وهو يبرأ إلى الله سبحانه من حول نفسه وقوتها - أنه أُتي في الحرب من رأي دبره إلا أن يُغلبَ على رأيه فيساعد، فقد قال علي # (لا رأي لمن لم يطع)، فاقبل من الناصح العارف رأيه.
  واعلم أن الصبر جلباب الشرف فمن نزعه عري شرفه من جلبابه، وهو باب السؤدد فمن دخله دخل السؤدد من بابه.
  وإياك ثم إياك أن تتخذ مال الله لك مالاً فتبسط فيه يدك فتقطعها من رحمة الله، ولا تتخذ به عند الناس وجهاً اليوم، فَتُسَوِّد وجهك عند الله غداً، فإن أعطيت فأعط لله، وإن منعت فامنع لله، وكن غنياً بالقنوع عن مال الله، فقيراً بالخشوع إلى رحمة الله، وحاسب نفسك كل ليلة على ما تحملت في عملك، ولا تدع قليلاً ولا كثيراً حتى تخطره ببالك، فما علمت صوابه فاحمد الله عليه، وما علمت خطأه فاستغفر الله منه، وما التبس عليك فراجع أهل المعرفة فيه، حتى تكون على معلوم من أمرك.
  واعلم أنك تقدم على ملك عادل، عالم بما أخفيت من ولي أمرك، صادق قادر، - أَخَذَ على نفسه أن لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وأن يوفي عباده حقوقهم بعضهم من بعض، واستقبَحَ أن يتحمل ذلك عنهم فيكون مغرياً لهم بالمعاصي، فيلحق فعله بالقبيح، وهو يتعالى عن ذلك ويتقدس -، فيناقشك على النقير والقطمير، وتعطى