السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفصل الثاني: [في الاستعانة بالفساق]

صفحة 113 - الجزء 1

  بإخراجه من منزله، لم يدخله ولم يأكله، وهو مأكول مشتهىً وهو كما يعلم، وكان يمكننا أن نُرضي صاحبه بأكثر من ثمنه، وما أخرجناه إلا تأنيساً بإجراء الأحكام.

  ومن ذلك: أن حسين الجذيلي العذري وصل شاكياً في المطرح أنهم أخذوا إلى مطبخ مبارز شاة له، فبحثنا عن القصة فأقاموا بينة صحيحة بأنهم اشتروا ذلك الفسيل بدينار، وما بقي إلا الدينار، فأخرجوا الدينار، فأنكرت في نفسي وقلت: هذا قد صح ملكه، وقد شكى هذا الشاكي وأخاف أن ييأسوا بتعطيل شكوى الشاكي، فهل يجوز أخذه عنهم وهو مالهم، ففكرت ساعة وقلت: آخذه تضميناً أو من حقوق قد كانت لزمتهم، فما استجزت أخذه إلا بهذا التأويل، وأخذناه من مطبخه ورددناه إلى صاحبه، وصاحبه حيٌّ إلى الآن فيما نعلمه، والعالم بذلك كثير من أصحابنا، فإذا كان هذا في مبارز فكيف بترك من هو دونه من الجند من إنصاف مظلوم، أو نُقِرُّهُ على ظلم، وفي هذا كفاية لمن أنصف وكان غرضه طلب الحق.

[قصة درب ابن معافى]

  وأما قوله: في درب ابن معافى في نجران، وأنه أخذ بعد الأمان وقتل أهله:

  ولا شك في أن ذلك قد ذكر، وجاءت وائلة ومعهم الشريف الأمير علي بن يحيى بن محمد بن الأشلّ، وجماعة من المؤمنين من القيسيين وغيرهم، فحكى لهم الأمان فلم يصدقوه وقتلوا القوم بذلك، ولا شك أن الناصر الأطروش # يوم وقعة بَورود⁣(⁣١) وفتح آمل أمَّن من انحاز إلى قلعة شالوس وهم خمسة آلاف، ثم تقدم على


(١) ذكر الإمام المنصور بالله # في الشافي (١/ ٣١٠)، هذه الوقعة، فقال: ولما انتظم أمر الجيل والديلم، وانقطع النزاع وجبيت له الأموال، وأظهر فيها معالم الدين، وعلمهم شرائعه واحتفل # =