السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على الإعتراضات على السيرة]

صفحة 234 - الجزء 1

[جواب الإمام الهادي # على أسئلة الحسين بن عبد الله الطبري]

  وذلك في جوابه للحسين بن عبد الله الطبري، وقد سأله عن ذلك في مسائل، نذكر فيها ما يليق بهذا المكان، وهي:

  

  وصلى الله على محمد وآله

  حاطك الله ووفقك الصواب وسددك، ذكرت أنه بلغكم وتناهى إليكم أسباب من فعلنا، وأمور من سيرتنا التبس فيها على كثير من الناس الصواب، ولم يحضرك في كثير منها الجواب، فشنع من لا يفهمها، وأنكر علينا فيها من لا يعرفها، واستعجل بالظن السيء من لا يفقهها، حتى نسب صوابها إلى الخطأ، ونير حقها إلى الغوى، فحشاً من قوله، وظلماً في حكمه، وبغياً في أمره، واستعجالاً بالسيئة قبل الحسنة، وبقول الخطأ قبل المعرفة، كأن لم يسمع الله سبحانه فيما يعيب على من فعل مثل هذا الفعال، وقال بالظن كما قال صاحب هذا المقال: {لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ}⁣[النمل]، فنعوذ بالله لنا ولك ولكل مؤمن من ذلك، ونستجير به من أن نكون كذلك، وسنفسر لك إن شاء الله ما جهل فيه من جهل فعلنا، ونشرح لك من ذلك ما لم يقف عليه الطاعن في سيرتنا، حتى يصح لك ولهم في ذلك الصدق، ويبين لك ولهم أن فعلنا هو الحق، فما مثلنا ومثلهم وخبرنا وخبرهم - فيما علمناه وجهلوه، وعرفنا مفاصل صوابه وعميوه -، إلا كمثل موسى وصاحبه صلى الله عليهما العالم الذي اتبعه موسى على أن يعلمه مما علمه الله رشداً، فأعلمه أنه