[فتح صنعاء]
  ولما روى # قصة عجيب، أقسم بالله ما دخل قلبي خوف ولا فزع ولا رهبة من القتل، وإن الشهادة كانت أحب إلي، لولا أني رجوت أن السلامة أصلح للإسلام والمسلمين.
[فتح صنعاء]
  ومن ذلك: ما كان من مقدمات دخول صنعاء ثم دخولها بعد ذلك.
  ولما وصل أرسل التعزي مملوك سيف الإسلام الخاص برسالة شمس الخواص يحقق الأخبار، وأنه قد صار في عصر في ستمائة فارس، وأنه منتظر وصول الإمام والسلطان جكو بن محمد، واجتهد في النهوض على الفور من شبام، وألح إلحاحاً شديداً، وحضر وقت صلاة العيد فنهض # ولم يكترث لشدة الأمر، وعظم الخطر، وارتكاب الهول، متوكلًا على الله، باذلًا نفسه في سبيل الله، في عسكر لم يعرفهم حق المعرفة، ولا أنس بهم كل الأنس، فخرج إلى ظاهر البلد قدام باب الأهجر، فصلى صلاة العيد في خلق كثير من الأشراف والشيعة، وضحى بكبشين أملحين، وأمر بقسمتهما على المساكين، وركب في الحال متوجهاً إلى صنعاء، والغز الذين معه يزعجونه ويحثونه، وأشار عليه أصحابه ومن حضره بالتوقف وكثروا عليه وخوفوه لما رأوه من اجتهاد القوم في إزعاجه وحرصهم على ذلك، فلم يحفل بكلامهم ولا ساعدهم، وركب ومضى على شأنه مستعيناً بالله وحده، واستمر على نيته الصادقة، وتأخر الناس عنه قليلاً قليلاً، وتفرقوا يميناً وشمالاً.
  وكان معه من المطرفية قدر أربعين رجلاً بالسلاح والآلة، فما صحبه منهم رجل واحد، ولم يبق معه من خيل العرب ما يبلغ العشرة ولا من الرجالة الذين يختصون به من