إلحادهم في أفعاله تعالى
  النسطورية(١)، واليعقوبية(٢) المثلثة الردية، لأن أولئك قالوا بذات وصفتين وجعلوها شيئاً واحداً وما حكيناه من مذاهب الضلال ظاهر عن علماء العترة الزكية فهذا إلحادهم في ذاته(٣).
إلحادهم في أفعاله تعالى
  وأما إلحادهم في فعله فإنهم نفوا عنه أفعاله وأضافوا إليه أفعال البرية وتعداد ذلك مفصلاً يطول ولكنا نذكر منه ما يدل على ما عداه:
(١) النسطورية: أحد فرق النصارى، أتباع نسطور الحكيم الذي ظهر في عصر الخليفة العباسي - المأمون -، وهم الذين قالوا: إن الله اتحد بالمسيح من جهة المشيئة فصارت إرادتهما واحدة وكراهتهما واحدة وإن كانا مختلفين من حيث الذات، وقالوا: إن المسيح إله وإنسان فصار واحدًا مركبًا من اثنين قديم وهو الباري، ومحدث وهو الإنسان.
(٢) اليعقوبية: هم أصحاب يعقوب، أحد فرق النصارى، وهم الذين قالوا: إن الاتحاد حقيقة بمعنى أن الاتحاد كان من حيث الذات، وأن جوهر الإله القديم وجوهر الإنسان المحدث اتحدا واختلطا وامتزجا فصارا شيئاً واحداً، وأن امتزاجهما واختلاطهما كامتزاج النار بالفحم حتى صار منهما شيئاً ثالثاً هو الجمرة، وقالوا: إن المسيح جوهر من جوهرين، وأقنوم من أقنومين، أقنوم لاهوتي هو الإله، وأقنوم ناسوتي هو الإنسان.
(٣) قال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب (العمدة، في الرد على المطرفية المرتدة) [إن المطرفي ثلاثة عشر نصراني وثلث نصراني، لأنك إذا قسمت أربعين على ثلاثة كان هذه هي الجملة.] انتهى. ومراده # بالأربعين: أن المطرفية جعلوا لله أربعين اسما هي الله والله هي.