[ذكر الإمامين الداعيين الحسن ومحمد ابني زيد @]
  الكلام والفقه لا ينازع فيهما، واختص بالكلام لقوة طبقات الملاحدة والضلال في عصره، فاشتغل بحياة الدين ابتداء وجواباً، فصار أشهر بالكلام دون الفقه لهذه العلة.
  وقد علمت أن أسماء شرعية حدثت وعلقت بها أحكام كما في شركة العنان - بالفتح والكسر - وغير ذلك من الأمثلة، لما كثرت المسميات، ووقع فيها النزاع.
  وقد كان الناس فيما تقدم فريقين: حربيين وإسلاميين:
  فأهل الإسلام في طاعة رجل يزعم أنه إمام، ويصدقه الأكثر في دعواه، وينقاد الأقل كرهاً لطاعته، ولأهل الحرب دار، ولأهل الإسلام بهذه الصفة دار.
  ولم يقع لأحد من أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم استقرار أمر في جهة إلا ما لا يذكر في بعض الأوقات.
[ذكر الإمامين الداعيين الحسن ومحمد ابني زيد @]
  فممن خرج من العترة الطاهرة $ - وتمكنت وطأته بعض تمكن، على معنى أنهم لم يستولوا الأمر عموماً كما اتفق للظلمة من بني أمية وبني العباس -:
  الداعيان إلى الله، أبو محمد الحسن، وأبو عبد الله محمد، ابنا زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.
  وخرجا من المدينة في أيام المتوكل، وكانت أيامه من أشد الأيام على العترة الطاهرة $، وكان خروجهما إلى الري، وكان الحسن صاحب الأمر والمنظور إليه كمالاً