السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما علمه #:

صفحة 34 - الجزء 1

  قال الشريف قاسم بن يحيى: ثم تقدم إلى هجرة سناع⁣(⁣١) للدراسة على شيخه حسام الدين⁣(⁣٢) |، فقرأ عليه علم الكلام، وأصول الفقه وفروعه، والأخبار المأثورة عن النبي ÷، فأدرك ما لم يدركه غيره في هذه الفنون، وبلغ مبلغاً قصر عنه المجتهدون.

وأما علمه #:

  فإنه لما بلغ الرتبة العالية، والمنزلة السنية، وانتشر ذكره عند الخاص والعام، واشتهر بالعلم وعرف مكانه، كاتبه العلماء والفقهاء، وشاعره الفصحاء والبلغاء، فأجاب كل سائل، وصنف التصانيف في علم الكلام، وأصول الفقه وفروعه، منها ما صنفه أيام درسه قبل بلوغ عشرين سنة من مولده، ومنها ما صنفه بعد ذلك.


(١) هجرة سناع - ويقال سنع -: هجرة معروفة، تقع بالقرب من حدة، في الجنوب الغربي من صنعاء، ناحية البستان.

(٢) هو الشيخ العالم الكبير المتكلم، حسام الدين، ولسان الموحدين، وشحاك الملحدين، الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن إسحاق بن أبي بكر بن عبدالله الرصاص، أحد العلماء الأعلام، محقق، أصولي، كان آية من آيات الله واسع الدراية، نَقَّاباً قليل النظير، وكان عالم الزيدية في زمانه، والمبرز على أبناء عصره، تتلمذ على شيخ الإسلام القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، وسمع على القاضي وهو ابن عشر سنين، ونبغ في سن مبكرة، وكان عالم الزيدية في عصره، وإليه إنتهت رئاسة أصحاب القاضي جعفر، عكف على التدريس والتأليف، وكان تصنيفه في علم الأدب وهو ابن أربع عشرة سنة، وفي علم الكلام وهو ابن خمس عشرة سنة، مولده سنة (٥٤٦) ه، وكان الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة يقرضه تقريضاً عظيماً، ومات عن ثماني وثلاثين سنة في يوم الاثنين من شوال سنة (٥٨٤) ه، وقبره في هجرة سناع، تحت قبر القاضي جعفر، مشهور مزور، وهو خارج المشهد من جانب الشرق، وله مؤلفات كثيرة.