السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفصل الثاني: [في الاستعانة بالفساق]

صفحة 110 - الجزء 1

  يقول في أصحابه ما يشهد بفسقهم، من حكايته لخذلانهم له، وتأخرهم عن الجهاد وتربصهم، وأنهم وروا صدره غيظاً، وجرعوه غُصص التهمام، وتمنيه أنه لم يرهم ولم يعرفهم، وبعض ذلك يقضي بفسق أكثرهم.

  وقال #: يوم معقل بن قيس الرياحي⁣(⁣١)، وما وقع على يديه فأظهر الناسُ الفرح فقال: (بحمد ربكم، وذم أكثركم)، وذلك معلوم من حاله وحالهم، ولأن بعضهم كان يكفره، وهم علماء السوء منهم، وأهل العبادة كانوا يفسقونه، وانتهى الحال إلى فراقهم وخلافهم عليه حتى كان وقعة النهروان.

[بعض المناكير التي أزالها الإمام #]

  وأما الوجه الثاني: فليس للكلام فيما ذكر وجه:

  أما قوله - أرشده الله -: لا يمكن إلزامهم الائتمار بالمعروف والنهي عن المنكر:

  فذلك غير مسلم؛ لأنه قد وقع، والوقوع فرع على الإمكان؛ وذلك أنا قد أمرناهم بالمعروف وأظهروا الائتمار، ونهيناهم عن المنكر وأظهروا الانتهاء، ولأن لم يقع كل معروف ويرتفع كل منكر، فقد لم يقع ذلك للنبي ÷، وهو بعث في خير هذه الأمة وأفضل قرونها، يشهد بذلك قوله: «خيركم القرن الذي بُعِثْتُ فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»؛ ولهذا لم تُطلب عدالة ثلاثة قرون في الشريعة، بل قُبِلَت شهادتهم على ظاهر الإسلام، وطُلِبت عدالة القرن الرابع، وذلك معلوم لأهل الفقه، وما


(١) معقل بن قيس الرياحي، من رجال الكوفة وأبطالها، وله رئاسة وقدم، أوفده عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب مع الهرمزان لفتح تستر، وكان من خلص شيعة علي #، وجهه إلى بني ساقة فقتل منهم وسبى، وحارب المستورد بن علفة الخارجي.