نص دعوته #
نص دعوته #
  
  والحمد لله، وصلواته على رسوله محمد وآله.
  من عبد الله، المنصور بالله، أمير المؤمنين، عبد الله بن حمزة بن سليمان بن رسول الله ÷، إلى كافة من بلغ إليه كتابنا هذا من الشرفاء والمسلمين، وأطل عليه من جميع العالمين، في أقاضي الأرض وأدانيها، سلام عليكم.
  فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الذي دل على وجود ذاته بما أظهر من آياته، وعلى عدله وحكمته بما بين من دلالاته، بعث إلى كل أمة رسولاً ليكون عليهم بأفعالهم شهيداً، ولهم إلى الخيرات دليلاً، وخلف النبوة بالإمامة لتنفيذ أحكام النبوة في البلاد إلى يوم انقطاع التكليف على العباد، فقال لا شريك له: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد: ٧]، وصلى على المبعوث بجوامع الكلم، وبدائع الحكم، المفضل على جميع البشر من العرب والعجم، وعلى آله مصابيح الظلم، ومفاتيح البهم.
  وبعد ذلك: فإني لما رأيت الأحكام قد بدلت، والشرائع قد أهملت، والحدود قد عطلت، ولم أر من الدين إلا رسماً عافياً، أو طللاً بالياً، ورأيت الآمرين بالمعروف قد قلوا، والناهين عن المنكر قد قُهروا فذلُّوا؛ فصار الحق لا يعمل به، والباطل لا ينهى عنه، وقلّ الراغب في لقاء ربه، والفار إليه من عظيم ذنبه، بقلب خاشع، وعنق خاضع، ونفس معتبة، وعزمة منصبة، وفكرة ثاقبة، وروية صائبة، ورأيت فرض القيام قد تعين عليّ بواضح البرهان، ولزمني بأبين البيان؛ إذ نحن أمناء الله على عباده، وخلفاؤه في بلاده، وقد أمرَنا أن نجاهد فيه حق جهاده، فقال لا شريك له: