وأما الفصل السادس
  ففي الرواية أن الحسن بن أبي الحسن البصري | خرج في تشييع جنازة والنوادب يصرخن بأصوات عالية، فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال له: يا ابن أخي لو كان كلما ظهرت بدعة تركنا سنة ما بقي لله دين.
  فانظر إلى كلام أهل العلم - أرشدك الله -، وما يَرى - أرشده الله - في رجل من الصالحين يرى رجلاً يروم قتل رجلٍ ظلماً، وبالقرب منه رجل كاشف فخذه، والفخذ عورة، وكشفها معصية، وهو إن استعان به سلم الرجل من القتل، وقد نهاه عن كشف فخذه فلم ينته وبقي على المعصية التي هي كشف الفخذ، وإن لم يستعن به لأجل تلك المعصية قتل الرجل، هل له الاستعانة به أم لا؟.
  وهذا يدل على أجناسه، وفي سير الأئمة $ ما يغني من التزم به.
[انتقاد الإمام # على بعض المطاعن التي لا يليق إيرادها]
  وقد كان مما ذَكر تعريضاً وتصريحاً في بعض الحالات الطعنُ بإصابة شيء من المتاع:
  وإن كنا فيه كما يعلم أهل الخبرة من الزاهدين، فالحمد لله رب العالمين، وتناهى الحال إلى تعيين بعض المطعومات، وهذا أمر لم يكن ينبغي أن يسطر، إلا أن الحاجة دعت إلى ذكره، ولقد كان من تقدم من الناس تحملهم الجلالة للدين وللقائم به، حتى يؤثروه على أنفسهم بطيب الطعام، ويتحملون عنه المشاق، وقد كانت الأنصار تفعل ذلك لرسول الله ÷، ولو قصصنا ذلك قصة قصة طال الكتاب، وما نعى عليه أحد منهم مأكولاً، وهل علمت أنّ أحداً منهم جاع في عصره # أم لا؟ أفليس حالهم مشهوراً، ولقد روي أنس بن مالك قال: كنت أموث لرسول الله ÷ شيئاً من الخبز والماء، فيروح من الصلاة فيشربه، فأبطأ ليلة في المسجد فظننت أن