الفصل الثالث
[ذكر بعض الأمراء]
  وذكر الأمير الأثير، طاهر المنشأ، شريف الأمهات والآباء، يحيى بن محمد بن أحمد بن يحيى(١) ومسيره راكباً لبعير، والمذكوران راكبان للخيل:
  ولا شك أن الجواب ما قدمناه، وقد كنا أمرنا الشيخ المكين المعتمد، الأمير محيي الدين محمد بن أحمد النجراني(٢) بتركيب المذكورِ وابنِ عمه الخطيرِ، المعتمدِ الأثيرِ أحمد بن يحيى(٣)، وبقي ممن سار معنا من ذلك النصاب الشريف أحمد بن المحسن راجلاً، فشرينا له حصاناً في شوابة، وقسطنا الأمر على قدر الإمكان في الدهر، ولا شك أن المنصف لا يشكو للناس ويقطع على الآخرين، بل لو شكوا عليه أيضاً -
(١) هو الأمير الكبير، المجاهد الشهيد، مجد الدين يحيى بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى، من سادات العترة الطاهرة، وعلماء الآل الأخيار، وقواد الجنود المنصورية، وأمراء العصابة الزيدية، بلغ في العلم الغاية القصوى، وكان ممن يؤهل للإمامة، ويرجى لحمل الزعامة، سئل الإمام المنصور بالله # عمن يصلح للقيام بالأمر بعده، فأشار إلى الأمير مجد الدين، ذكر ذلك في تلقيح الألباب في أحكام السابقين وأهل الإحتساب، جاهد مع الإمام المنصور بالله # وتولى له، واستشهد في أحدى المعارك يوم الأربعاء في صفر سنة ثمان وستمائة، وقبره في هجرة الخموس من بلاد عذر في المشهد مشهور مزور.
(٢) الشيخ العالم محيي الدين، شمس المدارس محمد بن أحمد النجراني، الحارثي، أبو عطية، كان إماماً في العلوم، متبحراً، متصرفاً تصرف المجتهدين؛ وله: رسائل ومسائل، توفي سنة (٦٠٣) ه.
(٣) هو الأمير أحمد بن الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى، كان عالماً فاضلاً، من دعاة الإمام المنصور بالله # وولاته، وفاته رحمة الله عليه سنة ستمائة وهو عروس بابنة الأمير محمد بن إبراهيم القاسمي، ولم يلبث معها سوى عشرة أيام.