السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الفصل السادس

صفحة 189 - الجزء 1

  ولما ذكر الفقيه - أرشده الله - ما ذكر من إيثارنا لأهلنا بالغنائم التي لم نرها ولم نشاهدها، ولم نأمر فيها كما تقدم الكلام في معناها، قلنا في أنفسنا:

  كيف لو عاين الفقيه أرشده الله جدنا رسول الله ÷ لما أتته الشيماء ابنة حليمة، وهي أخته من الرضاع، لا يُكاد بها عدو، ولا يسد بها ثغر، فبسط لها ردآءه، وكلمته في السبايا فأجابها إلى ما سألته، ثم كلمته في مالك بن عوف فأجابها، فسأل الناس عنها لما رأوا من تعظيمه إياها، فأخبروا بسببها، ما كان يقول؟!، لأنا لم نفعل لأحد من أهلنا شيئاً من هذا، ولا مما يجانسه ولا يقاربه، وهي إنما متّتْ إليه بسبب، وتشبيه نسب، وقد قدمنا ما أوجب الله تعالى في الأرحام.

  أكان يقول - أرشده الله -: انظروا إلى هذا كيف بسط ردآءه لامرأة ولأعرابي، وترك سادات المسلمين لم يبسط لهم ردآءه، وأفعالهم ما قد علم الفقيه - أرشده الله -، وعلم الناس كافة، وإنما أعز الله الإسلام بأسيافهم، وكذلك تشفيعه لها في النساء والذرية، وهي أجل من غنائم الأموال، وما كان يكون عذرنا عند الفقيه - أرشده الله - لو فعلنا مثل ذلك، فسبحان المُسَلِّم، وإن كنا لم نسلم، ولكنا نقول كما قال الشاعر:

  ألا لا أبالي من رماني بريبة ... إذا كنت عند الله غير مريب

[بعض أيادي الإمام # على المعترض]

  ثم صب الفكرة - أرشده الله -، وأعمل النظر في كيفية إنكار الصنع في إيصال ما وصل منا إليه، وإن لم يصل إلا اليسير، لما يعلم الله سبحانه والصالحون الناصحون لأنفسهم عذرنا فيه، وكذلك ما صرفنا إليه من الوصايا التي هي ثمانون وصية كما