وأما الفصل السادس
  فهذه الطبقة التي تلينا التي هي آباؤنا ومن في طبقتهم، وما هذا يفتقر إلى برهان، إلا له أرشده الله.
  وروينا عن أبينا | أنه أنفد الطارف والتالد، وباع الأصائل النفيسة، والعلوق الشريفة في سبيل البر والمعروف، والأمر في ذلك أشهر من أن يخفى، وكان ينزل ذلك منزلة الفرض، وقد روينا عنه ¥ في شعر قاله إلى الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان ابن الهادي إلى الحق # أوله:
  يا جود أحمد أَنْبِ عني أحمدا ... بدر الدجنة والأمير الأوحدا
  والشعر طويل في أسلوب المديح، وذكر بعد ذلك ديوناً لحقته، ثم قال بعد ذلك:
  ما دِنتُه إلا لضيف نازل ... ورأيته فرضاً علي مؤكدا
  فهذا قوله وليس بيننا وبينه واسطة.
[أبيات الإمام # حين لامه أهله على الجود]
  وقولنا لما لامنا بعض الأهل في بعض ما هذا حاله من إيثار المعروف، وتحمل المشاق بسببه، الأبياتَ البائية، ولعله اطلع عليها، وهي:
  دعي اللوم عني اليوم يا أم زينب ... ولا تذهبي في العذل في كل مذهب
  دعيني فإن المال ليس بنافعي ... إذا قل إحسان الطبيب المجرب
  وصرت لقا بين الرحال وطالما ... تَنَحَّوا عن الأمر الذي لم أصوِّب
  وأصبح ما خلفت إما لماجد ... طليق المحيا كالحسام المشطب
  وإما لمقطوع اليدين عن الندى ... كليل المدى نوامة غير أغلب
  ونفسي أبدى من كلا ذين فاعلمي ... وخلي عتابي في السماحة واصحبي