الكلام في الفصل الأول
الكلام في الفصل الأول
[في أمور تتعلق بسيرة الإمام وبعض أصحابه]
  ذكر - أرشده الله - أنه صحبنا رابعَ أربعة من أهل العلم - وكذلك كانت القصة، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيراً -، فذكر - أيده الله - أنا اتخذنا دونه بطانة عَيَّنَهم بأسمائهم: الشريف علي بن موسى من بني العباس(١)، والشريف جعفر بن الحسين من بني عمنا(٢)، والسلطان بشر بن حاتم(٣).
[معنى البطانة والإقصاء]
  والنزاع بيننا وبينه - أيده الله - في معنى البطانة، ومعنى الإقصاء، فعند إيضاح معنى ذلك يسقط ما ابتني عليه.
  اعلم - أيدك الله - أن أصل البطانة: ما يجعل الإنسان في بطنه وهو وسط الإنسان، وقرارة قوام روحه ومحل مادته، وفيه من جواهر الأعضاء: كبده التي يمثل بها الولد، وفؤاده الذي هو سلطان الجسد، ورئته التي هي محل الروح، إلى غير ذلك،
(١) هو الأمير الأجل علي بن موسى العباسي العلوي، أحد أعضاد دولة الإمام المنصور بالله #، وأحد قواد الشجعان، وولاته المخلصين، له مواقف مشهودة، ومقامات محمودة، ذكره في السيرة المنصورية في مواضع متعددة، في مواقف مشرفة ومؤيدة.
(٢) هو الأمير شجاع الدين، جعفر بن الحسين بن القاسم بن الحسين بن حمزة، له مواقف مشهودة بين يدي الإمام # في جهات شتى، وصبر في البأساء والضراء، ذكره في السيرة المنصورية الجزء الأول.
(٣) هو السلطان: بشر بن حاتم بن أحمد بن عمران بن الفضل اليامي.