السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما سماحته #:

صفحة 40 - الجزء 1

وأما سماحته #:

  فذلك ظاهر مشهور يعرفه القريب والبعيد، حتى صار ذلك له نعتاً وصفة، يعطي الأموال الجزيلة، ويهب الخيل المسومة، ويقصده الناس من حيث كان من كل جهة، منهم من يريد العطية، ومنهم من يريد الإقامة، ومنهم الضيفة وقضاء الحوائج، فيقابل جميع من اتصل إليه بحسن الخُلُق، ولا يزال مبتسماً في وجه كل طالب، ولقد وصله قوم من الشرفاء من الحجاز فجَمَّل أحوالهم وأعطاهم وكساهم وحملهم على الخيل.

  قال: وسمعته # يقول حصل لي من البر والنذور في مدة الإمامة بصنعاء وهي أربعة أشهر ما حسبه بعض الأصحاب ثمانية الآف دينار، فنفق جميعه وما بقي منه إلا درع شريته أو قيمة فرسين، ولعل ذلك يكون ألف دينار، وأما ما يخص أهلاً وولداً فما صار إليهم منه شيء بالجملة.

  وروى الشريف الفاضل قاسم بن يحيى: أنه حصل للإمام # على يديه من البر قدر ثلاثة الآف دينار في مدة قريبة في صعده، فما صار إليه منها لأهله وخيله ومماليكه، وما يختص به على الاحتياط ما يبلغ خمسمائة دينار، وأنفق سائر ذلك مع ما يحصل لبيت المال وحصل من باقي دية أخيه محمد بن حمزة | خمسه آلاف دينار، وأنفقها مع ما حصل من جهة حجة وأعمالها، وهو يزيد على عشرين ألفاً، مع ما من جهة اليمن، وهو قدر خمسة آلاف درهم.

  فأما على مرور الأيام فكان يأخذ المال بيمينه ويعطيه بيساره.

  وقال الأمير الأجل صفي الدين محمد بن إبراهيم أسعده الله: خبرت الإمام # من حال الصغر إلى حال الكبر فما رأيت أشرف منه نفساً، ولا أسمح يداً،