مقدمة التحقيق

  الحمد لله المختص بأبلغ الثناء والحمد، المنعم على عباده بالنعم التي لا تحصى ولا تعدّ، حمداً يزيد ويتجدد، يبقى على مر الدهور والأبد، لا يفنى ولا ينفد.

  وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، المتعالي عن الصاحبة والولد، الذي لا يجري عليه العدد، ولا يحيط به الجهة ولا الحد.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمجد، الفاتح لما انغلق وأوصد، والخاتم لما سبق في الأمد، صلى الله عليه وعلى آله الركع السجد.

  أما بعد:

  فهذه هو القسم الأول من المجموع المبارك المسمى (السعي المشكور في نوادر رسائل واختارات الإمام المنصور)، وهو يحتوى على الرسائل النادرة والإجابات على الاعتراضات والمسائل، للإمام الأعظم، والبحر الخضم، والبدر الأتم، مجدد الدين، ومحيي شرائع رب العالمين، المنصور برب العزة، أمير المؤمنين عبد الله بن حمزة #، والتي تحتوي على العلوم الزاخرة، والأدلة الباهرة، والحجج القاهرة، والجوابات الفريدة، والدرر النضيدة، والأنظار السديدة، والآراء الرشيدة، والفوائد المفيدة، في علوم جمة، وأحوال مهمة.

  وهذه الرسائل والأجوبة من أوائل مؤلفات الإمام #، وهي دليل واضح على غزارة علمه، ورجاحة حلمه، وحدة فهمه #، التي فاق بها أبناء عصره، وبذّ بها أقرانه في دهره.