السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حول إجراء أحكام الإمامة]

صفحة 265 - الجزء 1

[حول إجراء أحكام الإمامة]

  وأما ما ذكر من إجراء أحكام الإمامة، وستر الحريم، وعيار المكيال والميزان، ورفع الجِبى عن الأسواق، ومن الكلام في الزكاة على ما تجب؟، وفيم تجب؟، وكم يجب؟، والتفقد لوصايا المسجد، والوصايا المُطْلَقات ... إلى آخر الفصل:

  والجواب عن ذلك: أن البلاد التي استحكم فيها أمرنا قد نفذ فيها جميع ما ذَكر، كصعدة والجوف والظاهر وبلاد مذحج، فإن جميع ما ذَكَر قد مضى فيها، والأمر فيه ظاهر، ورُفع الجبى عن أسواقها، وطمست رسوم الظلم جملة منها.

  فأما هذه البلد فوقع وصولنا إليها على وجه العجلة، ولم تستقر فيها الأجناد لضيق حالها ومحالِّها، ولم تخل الخوارج من شغل العدو، فما كان اشتغالنا إلا بتوجيه السرايا إلى بلاده، أو تنفيذ السرايا لمقابلته، واصطناع الرجال بالأموال لمقاومته، وما علينا إلا الاجتهاد، وعلى الله العون.

[حول صلاح الحاشية]

  وأما ما أشار إليه من صلاح الحاشية:

  فقد اجتهدنا في ذلك أشد الاجتهاد، وقربنا بأنواع التقريب، وتحملنا المؤن في حقهم، فمنهم من صبر على ما نحن فيه، ومنهم من ضاق ذرعه للأنس بالرفاهية، والميل إلى راحة الوحدة التي حيل بيننا وبينها، والطبيب - أيدك الله - لا يجلس بين الأصحاء، وإنما يجلس بين المرضى، والشفاء من الملك الأعلى، ولا بد إن شاء الله سبحانه من إصلاح هذه البلاد، ورفع أنواع الفساد، وتيسير طرق السداد، لقمع أرباب العناد، وذلك يكون إن شاء الله قريباً.