السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المقدمة

صفحة 366 - الجزء 1

المقدمة

  

  وبه نستعين:

  قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن رسول الله قدس الله روحه بعد تمام تقرير العقيدة النبوية في الأمور الدينية⁣(⁣١) ما لفظه:

  وإذا قد تقرر لكم قولنا ومذهبنا وما روينا لكم من أقوال السلف، وما دان به أهل بيتنا، وذهبت إليه عترتنا المستحفظة المرعية، فلنرجع إلى التحذير من المذاهب الردية، وهي مذاهب شرحها يطول، ولها فروع وأصول، وعلى الله سبحانه إذهاب كل ضلالة، وطمس كل جهالة، فلنذكر من يختص بانتساب إلى مذاهب الزيدية، وهي هذه الفرقة المرتدة الغوية، المخالفة لجميع فضلاء البرية، الموسومة بالمطرفية.

  اعلموا رحمكم الله: أن جهالتهم واسعة وضلالتهم عظيمة وكفرهم غث⁣(⁣٢)، واعتقادهم رث، وذلك أنهم ضربوا في كل ضلالة بنصيب، وأدلوا من الجهل في كل قليب.

إلحادهم في ذات الباري تعالى

  فأول خلافهم في الباري سبحانه فإنهم أثبتوا له صفات قديمة فجعلوه أكثر من واحد، وجعلوا وحدانيته جملة، وزادوا في ذلك على قول الثنوية⁣(⁣٣)، ولم يشق غبارهم


(١) أحد الكتب التي ألفها الإمام المنصور بالله #.

(٢) بمعنى أن كفرهم رديء فاسد لأنهم ضربوا من كل كفر بنصيب، واخذوا من كل طائفة أردى أقوالها.

(٣) الثنوية من الملل الكفرية القائلة بإلهية النور والظلمة، و أن النور فاعل الخير وهو لا يفعل الشر أبدًا، والظلمة فاعل الشر وهو لا يفعل الخير أبدًا، وهي فرق تسع - المانوية والمزدكية يعلم والديصانية، والمرقيونية، والماهنية، والكيسانية، والصامية، والمهراكية، والمجوس، وذكر أقوالهم الفاسدة ومعتقداتهم الرديئة تطول، وإنما الغرض من ذكرهم هنا هو: أن المطلع على أن المطرفية الغوية قد قالت بأقوال لم تقلها أشد الفرق كفرًا، وأنهم قد زادوا عليهم في خبيث قولهم.