السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الفصل السادس

صفحة 180 - الجزء 1

  وهذا هو القرن الذي يلينا.

  ثم ها نحن في زماننا وأبناء جنسنا كما علم الناس، لا نزكي نفوسنا، فهي مبنية على النقصان، ولا ندسيها فهي من مغارس البر والإحسان، والفضل والإيمان.

  وليعلم أرشده الله أن الفضل والكرم إذا عم الأكثر من أهل بيت أطلق عليهم اسمه، ولم يختلّ برجل ولا رجلين ولا ثلاثة رسمه، فإنا قد روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «قال لي جبريل: يا محمد طفت مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، فلم أر أهل بيت أفضل من بني هاشم»، فما نقض هذا الخبرَ الصادقَ شذوذُ أبي لهب وأولاده، وأبو سفيان بن الحارث وأشباهه - وإن كان قد أسلم وحسن إسلامه بعد ذلك، أعني أبا سفيان بن الحارث -.

[ذكر الإمام لبعض جداته الطاهرات وشهرتهن في العلم والجود]

  ولقد - أرشد الله الفقيه - اختُصَّ هذا البيت بالفضل والكرم كما قدمنا حتى اشتهرت به الطاهرات العفائف:

  كريانة ابنة أبي هاشم ^، وكانت معدودة في علماء أهل زمانها وكرمائهم.

  وزينة ابنة حمزة بن أبي هاشم التي اشتهر فضلها، وعمت بركتها، وعلا ذكرها.

  وزينب ابنة سليمان، وحسنة ابنة يحيى، فهذه نساء منهم ذكرهن شرف وفخر، كما يقول قائلنا: أنا ابن الفواطم لعلوهن، وكما اعتزى رسول الله صلى الله عليه إلى العواتك.

  وإنما ذكرنا هذا خيفةً من جاهل يقول: ولمَ يذكرون النساء، فإنا ذكرناهن لأنهن بخلاف ما تتوسم أيها المتكلم، لم لا نذكر ما أخبرنا به الشريف العالم العامل الورع الكامل القاسم بن يحيى بن موسى بن يحيى بن علي بن محسن بن الحسن بن يحيى بن عبد الله بن