السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفصل الخامس

صفحة 155 - الجزء 1

[سبب اتخاذ الإمام بواباً للحراسة]

  وأما ما ذكر من زيادتهم إلى قوله: فإن جاؤوك ليشتكوا وجدوا حجاباً وبواباً يدهقهم ويمنعهم من الدخول إليك، قال: فإن صاحوا نهروا وكهروا وأوعدوا بالنكال، فإذا وصلوا إليك واشتكو قلت: حتى يصح لنا.

  واعلم - أرشدك الله - أنا إنما تركنا البواب اضطراراً لا اختياراً، وقد شاهدت الأمر معه فكيف بدونه، وهذا أمر يضطر إليه من تولى أمراً، ولم ينكر ذلك فضلاء العترة وعلماء الأمة، ولقد كان شمس الدين، شيخ آل الرسول ÷ يقف على الباب عنوة، ويأمر من يستأذن له تأديباً للأمة، وإظهاراً للجلالة، ونظراً للإسلام.

  وفي سيرة الهادي # قال الراوي: سمعته # يقول: (والله - فقد قال يحيى بن الحسين: والله - لولا أني أخاف أن يفسد أمر هذه الأمة لطرحت نفسي معها نهاري كله، إلا لوقت طهور أو قضاء حاجة، وما صلى بهم الصلوات غيري، وللبست أدنى اللباس، وإني لألبس الجيد من الثياب فأزري على نفسي، الله أعلم ما أقول، ولربما جلس الناس عندي فأفكر فيهم وأتمنى أن أكون جالساً معهم، ثم أفكر في عاقبة الأمر فإذا أنا لو فعلت ذلك فسد أمر الناس، واستخفوا بموضعي، وخَلِقت عندهم حتى تذهب هيبتي من قلوبهم، ولو ذهبت الهيبة لفسد الإسلام). فهذا حد قوله # فتأمله، وانظر هل زدنا أو نقصنا.

  وأما حكايته عنا الاستنظار بالشاكي وبأهل الدعاوى، فإنا نستنظر حتى يتصحح ذلك: