السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 296 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  عونَك اللهم، وصلى الله على محمد وآله

  الحمد لله الذي أشرقت الأرض بنوره، وسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، وتفتقت الأكمام لهيبة جلاله، وتصدعت الصخور لشدة محاله، فنضحت بالماء الزلال من صياخيد شماريخ الجبال⁣(⁣١).

  ولا إله إلا الذي قامت البراهين العقلية على تفرده بالإلهية.

  وصلى الله على محمد الصادق في دعوى نبوته، العالي بشرف أبنائه وأبوته، وعلى الطيبين من ذريته، وسلم وكرم.

  أما بعد: فإن الله سبحانه بكرمه ورحمته جعل للدين أصولاً وفروعاً، ونَوَّعَه بلطفه معقولاً ومسموعاً، وجعل له من بريته تراجمة عدولاً، وجعلهم عليه برهاناً ودليلاً، فَأَبَسُّوا لِقَاحه بالقول والفعل حتى درت وأرزمت⁣(⁣٢)، وشامت ورأمت⁣(⁣٣)، فورد صريح ضريبها وارد⁣(⁣٤)، وشرد عن تحسيه شارد⁣(⁣٥).


(١) الصياخيد جمع صيخود، وصَخْرة صَيْخُودٌ: صَمَّاء راسِيَة شديدة، والصَّيْخُود: الصخرة الملساء الصُّلْبة لا تحرَّك من مكانها ولا يعمل فيها الحديد، والصَّيْخُود: الصخرة العظيمة التي لا يرفعها شيء ولا يأْخُذ فيها مِنْقارٌ ولا شيء، وقيل: صخرة صَيْخود وهي الصُّلبة التي يشتدّ حرّها إِذا حميت عليها الشمس. (لسان العرب، حرف الصاد).

والشماريخ: جمع شمروخ: وهي رؤوس الجبال. تمت قاموس.

(٢) أبسّ الناقة: إذا آنسها بالقول ليحلبها.

=