[وصايا حول الحدود]
  فإن أخبرك رجل أو امرأة أن فلاناً قضى بما في هذه الصحيفة، أو كتبها بمحضري، أو أخبرني من ظاهره العدالة ممن يثق بخبره أنه قضى بذلك، أو صح له عنه، فإنه يجوز لك أن تحكم بقوله، فيكون ذلك من باب الأخبار دون الشهادة.
[وصايا حول الحدود]
  ويلحق بما لزمنا أن نودع إليك: أحكام الحدود فهو باب عظيم، وخبر جسيم، لأن فيه هتك الحرمات، وتلف النفوس، وكشف العورة.
  فنسأل الله لنا ولكافة المسلمين إسبال ستره الضافي علينا في الدنيا والآخرة، وأن يعيذنا من فضوحها، ويعصمنا من موبقات الذنوب، وفضائح العيوب.
  فليكن - أيدك الله سبحانه - تثبتك في هذا الباب، أضعاف تثبتك في غيره من الأبواب، فإذا نزلت بك نازلتهم - أبعدها الله عنا وعنك - فنحِّ الناس عنك إلا من تستعين برأيه، ولا تشغل نفسك بشيء من أمر الناس، حتى يفتح الله سبحانه لك باب رشد فيما أنت بصدده، وفتش عن حال صاحب الحادثة تفتيشاً بليغاً، وعن الشهود عليه، وعن سبب الحادثة، وعلى أي وجه وقعت، وبالغ في سقوطه غاية المبالغة إلى حد لا يؤدي إلى سقوط حق الله سبحانه وضياع حده، ولكن ما وجدت وجهاً يوجب السقوط لم تمض الحد دونه، وإن ابتنى الحد على إقرار المحدود في حق الله سبحانه لقنته الألفاظ التي توجب سقوطه، فإن تعلق بشيء منها فخل سبيله، وإن رجع بعد لزوم الحق عليه فاقبل رجوعه، وإن كنت متمكناً من مطالعة أمير المؤمنين باسمه وأمره، فلا تمض الحد حتى تطالعه وتعرفه باسمه، واسم أبيه وبلدته، وكيفية الصورة فيما وقع من أمره، فما جاءك من أمير المؤمنين عملت