كلام الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #
  وأما شبههم باليهود: فلأن اليهود قالوا {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام/ ١٩]، وبهذا قالت المطرفية لأنهم نفوا نزول القرآن وسواه من الكتب المكرمة، فرد الله عليهم بقوله لنبيه {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ}[الأنعام ٩١].
  وأما مشابهتهم للنصارى: فلأن النصارى أثبتوا ذاتاً وصفتين، وقالوا هي شيء واحد، وبأضعاف ذلك قالت المطرفية، فإنهم جعلوا للباري تعالى صفات قديمة، وقالوا هي هو، فأثبتوه أكثر من واحد، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
  ثم وافقوا أهل الضلال من فرق الإسلام، وخالفوا المحقين في مسائل كثيرة ذكرها الإمام المتوكل على الله ø، فلنذكر منها على جهة التأكيد والإعادة.
كلام الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #
  فنقول: قال الإمام المتوكل على الله ø أمير المؤمنين أحمد بن سليمان بن الهادي إلى الحق $ في كتاب (الهاشمة لأنف الضلال، من مذهب المطرفية الجهال)، يَعُدُّ خطأهم الزايد على خطأ الملحدة الدهرية(١)، وعلى خطأ المجبرة(٢) القدرية، وبين ذلك في عشر مسائل بعد حكاية مذاهبهم التي ينقض
(١) الدهرية: منسوبون إلى القول بالدهر أي - قدمه وتأثيره في العالم وتدبيره - وانه ما أبلى الدهر من شيء أحدث شيئا آخر، وقد حكى الله عنهم حيث يقول: «وما يهلكنا إلا الدهر».
(٢) المجبرة: هم الذين يقولون: أن الله أجبر العبد على فعل المعصية. والقدرية: هم الذين يقولون: ان المعاصي بقضاء الله وقدره، وهم ينسبون إلى الله كل قبيح وفاحشة، ولهم فرق كثيرة منها: الضرارية، والنجارية والكرامية والبكرية والجهمية والكلابية، ولهم أقوال فاسدة ومعتقدات رديئة باطلة ذكرها المنصور بالله عبد الله بن حمزة # في كتابه (الشافي) وهي تدل على أنهم لا يتمسكون من الإسلام إلا بالاسم فقط.