السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام في الفصل الأول

صفحة 103 - الجزء 1

  إلى أن ذكر إعطاء فرس سعد لحاتم بن معن⁣(⁣١):

  ولا شك في ذلك وأعطيناه إياه لوجوه:

  منها: أنه كبير من كبار العرب، وأن فرسه من صميم ماله تلف في خدمتنا، وأنه قد كان من الأضداد، وأنه من المؤلفة، وأن ذلك يحمل مَن خَدَمَنا على الجرأة، وذلك الحصان شريته من صنعاء من خالص مالي، اللهُ بذلك من الشاهدين، وظننا أن إخراجه وأجناسه يُكتبُ في المناقب، فانعكست القضية كما ذَكَر.

[إرث علي # للنبي صلى الله عليه وآله وبعض مناقب الزهراء]

  ثم سرد القول إلى العتاب، وما تبعه من الأسباب، وذِكرِنا لكلام بعض الأصحاب:

  ولا شك في ذلك، وما ذكره من ردّ السيد لَمَّا ذكرنا ما كان رسول الله ÷ يختص به من الآلة القوية، والعدة الكاملة، ذَكر أن رسول الله صلى الله عليه كان يعطي عليّاً ذا الفقار، ولا شك في ذلك ولم يهبه له؛ لأنه ورثه عنه؛ بدلالة الخبر الذي كان يوم إنذار بني هاشم، لما ورد قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء: ٢١٤]، وهو وارث سلاح رسول الله ÷ ولم ينازعه أحد، وهو الصابر على الإيثار، ونحن نروي في ذلك كثيراً من الآثار، وإنما نذكر بعض ما يدل على كثير مما فعلنا:

  من ذلك: أن الحاجة اشتدت عليه وعلى أهل بيته $ فقال لفاطمة: (اذهبي إلى أبيك لعله أن يمدنا بشيء مما أمده الله به)، فخرجت إلى بيت أبيها فدقت


(١) السلطان حاتم بن معن القبيبي، ممن بايع الإمام # وتابعه، وذكر له في السيرة المنصورية مواقف كريمة في نصرة الإمام المنصور بالله، وفي غزوة حرض، انظر السيرة المنصورية (١/ ٤٩٤).