السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الفصل الرابع

صفحة 146 - الجزء 1

  وذلك أنه لما أخذ بني الحارث وغنمهم العسكر، حاول جمع الغنيمة وقسمها فلم يتمكن من ذلك فقال: لم يستقم الأمر على ما أردت، ولو استقام لقسمت بالسوية، وقد بينا معنى قسم السوية، ثم جمع أصحابه وأمرهم بالقسمة في ذات بينهم كما فعلنا في المطرح، وفي هذه القصة دلالة على أنه كان معه جند فيهم بعض الاضطراب، وأعراب جفاة كأمثال الكلاب.

  وقد بَيَّن ذلك في شعره البائي إلى أخيه عبد الله بن الحسين @، وفيه بعض الطول حال صفة الجيوش فقال:

  جيوشاً ليوثاً حشوها الخيل والقنا ... وبيضاً تزيل الهام فوق المناكبِ

  وزوراء من الشريان صفراً متونها ... ومن شرفث صاف ونبع وتالبِ⁣(⁣١)

  إذا هي في الجيشين حنت وألحبت ... سمعت عويلاً من بكاء الكواعبِ

  من العرب الأسد المداعيس بالقنا ... ومن عجم حمر طوال الشواربِ

  ومن حي همدان وخولان جحفل ... ومن غيرهم مثل الأسود العوازب

  فقد رأيت كيف وصفهم بطول الشوارب، وقَصُّهُ من سنن المرسلين، وقد تقدم لك من الحجة ما فيه الكفاية.

[جواب الإمام الهادي # على أهل صنعاء]

  وإنما نذكره # لأنه قدوة في الدين، وإمام المسلمين، وإن كان قد أوذي # كما أوذينا، وشُتم كما شتمنا، وذلك ظاهر، وقد صرح به في جوابه لأهل صنعاء وهو هذا لا ينكره أحد:


(١) الزوراء: القوس، والشريان والشرفث والنبع وتألب: شجر يصنع منه القسي.