السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الفصل السادس

صفحة 164 - الجزء 1

[الأدلة على جواز تولية الفساق]

[سبب قتل خالد بن الوليد لبني جذيمة ومالك بن نويرة]

  وإنما قلنا بذلك كما نعلمه من خالد بن الوليد؛ لأن رسول الله ÷ عقد له وهو بمكة بعد الفتح وبعثه إلى بني جذيمة بن عامر وهم بالغميصاء، وكانوا في الجاهلية أصابوا من بني المغيرة وقتلوا عوفاً أبا عبد الرحمن بن عوف، فخرج عبد الرحمن بن عوف مع خالد بن الوليد مع رجال من بني سليم - وقد كانوا قتلوا ربيعة بن مالك -، فخرج جذل الطعان فقتل من بني سليم بدم ربيعة بن مالك ابن الشريد، فبلغ بني جذيمة أن خالدًا جاء معه بنو سليم، فلقوه، فقال لهم: ضعوا السلاح، فقالوا: إنا لا نأخذ السلاح على الله ورسوله، ونحن مسلمون، فانظر ما بعثك له رسول الله ÷ فإن كان بعثك مصدقاً فهذه أموالنا ونعمنا فخذ ما أمرك به، فقال: ضعوا السلاح، فقالوا: إنا نخاف تأخذنا بإحنة الجاهلية، فانصرف عنهم، وأَذَّنَ القومُ وَصَلَّوا، فلما كان السحر شَنّ الغارة عليهم فقتل المقاتلة وسبى الذرية، وهذا كما ترى أهونه فسق، فلما بلغ رسول الله ÷ تبرأ إلى الله من فعل خالد، وأمر عليّاً # فردَّ الذراري والأموال، حتى ميلغة الكلب، وقد كان وصله مال من اليمن فودى منه نصف الدية وزاد شيئاً عما لم يعلمه رسول الله ÷ ولا يعلمونه، فقال: «فداك أبواي».

  وقال عبد الرحمن بن عوف: والله لقد قتل خالد القوم مسلمين.

  فقال: إنما قتلتهم في ثأر أبيك عوف بن عبد عوف.

  فقال عبد الرحمن: ما قتلتهم بأبي ولكن بعمك الفاكهة بن المغيرة.