وأما الفصل السادس
  ولما كان الفقيه - أرشده الله - بحيث هو من العلم والمنزلة العالية بالانتساب إلى العترة الميامين، - الذين جعل الله حبهم فرقاناً بين المسلمين والمجرمين - عَظُمَ منه ما أتى في كتابه خارجاً عن باب العلم، وشاهراً لحسام الذم، ونائياً عن الغرض الذي نحا في كتابه، من الطعن في السيرة الشريفة، وهو لا يَعْظُم من غيره.
[شهرة آباء الإمام # بالجود والكرم]
  ولأنه أيضاً علق أكثر تلك المطاعن بالغير، وحكى فيها حكايات لا تليق بمثله من أهل الرفعة والمعرفة:
  من ذلك: الطعام الذي حصل في صيهد(١)، وأن الجماعة وضعوا أيديهم فيه قبل إتيانه بأصحابه، وما هو حتى يذكر أو يسطر، مُدْرِكُهُ غيرُ غانم، ومحرومُه غير غارم، ثم قطع لأجل ذلك على أبناء حمزة بالبخل عموماً، فلا بُورك في ذلك المطعوم مطعوماً، لقد أوجب ذم البريء، وأنطق الصادقَ بشيء فري.
  لأن كل من أطلّ على إضافته - أرشده الله - البخلَ إلى أهل هذا البيت كاد يسطو بلسانه حتى يُقرِّعه؛ لأنه خلاف ما يعلمه جميع الناس العارفين ببيوت الشرف في هذه البلاد، وأن منازلَ أهل هذا البيت منازلُ الكرم، وأكفَّهم مساقطُ الديم، وذلك أمر عام لرجالهم ونسائهم، وكبارهم وصغارهم:
(١) صيهد: تطلق على الفلاة الممتدة من مشارق نجران إلى شمال غرب حضرموت، وتشمل الربع الخالي، وتشمل رملة الجوف ومأرب، ولعلها المقصودة هنا.