مشابهة المطرفية للفرق الكفرية
مشابهة المطرفية للفرق الكفرية
  واعلموا أيدكم الله: أن مذهب هؤلاء القوم متردد بين الطبائعية والثنوية والمجوس والنصارى واليهود، وما أعلم معهم من الإسلام إلا التعطيل(١)، وأنا ذاكر لكم طرفاً من ذلك إنشاء الله تعالى ونبينه على وجه الإختصار.
  أما ما اعتمدوه من مذاهب الطبائعية: فهو نفيهم لهذه الحوادث عن الله ø، والرجوع بها إلى إحالات العالم وتأثيرات الطبائع لا خلاف بين الطبعية في هذا.
  وأما الثنوية: فإنهم نفوا فعل المكروهات والمضار عن فاعل الخير، وقالوا: للشر فاعل، وللخير فاعل، وفاعل الخير لا يفعل الشر أبداً، وفاعل الشر لا يفعل الخير أصلاً.
  قلنا لهم: ما النافع الضار المحيي المميت المعافي المبتلي، إلا واحد لا ثاني معه، فبهذا ضاهوا(٢) الثنوية.
  وأما المجوس: فلأن المجوس قالوا: الأمراض والآلام من الشيطان، وقد ناظرتنا المطرفية لذلك مراراً وأسفاراً، واحتجوا بقوله تعالى {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ٤١}[ص: ٤١].
(٢) الضغث: هو شمروخ النخل، أو العثكول، وقصة الضغث كما قال تعالى {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٤٤}[ص: ٤٤]، أمره الله أن يأخذ عثكولا من النخل فيه مائة شمروخ ويضرب به امرأته واحدة تبرية ليمينه من الحنث، وتخفيفا عليه.
(١) التعطيل: هو نفي الصفات عن الله تعالى.
(٢) المضاهات: هي المشابهة والمماثلة.