السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مشابهة المطرفية للفرق الكفرية

صفحة 372 - الجزء 1

مشابهة المطرفية للفرق الكفرية

  واعلموا أيدكم الله: أن مذهب هؤلاء القوم متردد بين الطبائعية والثنوية والمجوس والنصارى واليهود، وما أعلم معهم من الإسلام إلا التعطيل⁣(⁣١)، وأنا ذاكر لكم طرفاً من ذلك إنشاء الله تعالى ونبينه على وجه الإختصار.

  أما ما اعتمدوه من مذاهب الطبائعية: فهو نفيهم لهذه الحوادث عن الله ø، والرجوع بها إلى إحالات العالم وتأثيرات الطبائع لا خلاف بين الطبعية في هذا.

  وأما الثنوية: فإنهم نفوا فعل المكروهات والمضار عن فاعل الخير، وقالوا: للشر فاعل، وللخير فاعل، وفاعل الخير لا يفعل الشر أبداً، وفاعل الشر لا يفعل الخير أصلاً.

  قلنا لهم: ما النافع الضار المحيي المميت المعافي المبتلي، إلا واحد لا ثاني معه، فبهذا ضاهوا⁣(⁣٢) الثنوية.

  وأما المجوس: فلأن المجوس قالوا: الأمراض والآلام من الشيطان، وقد ناظرتنا المطرفية لذلك مراراً وأسفاراً، واحتجوا بقوله تعالى {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ٤١}⁣[ص: ٤١].


(٢) الضغث: هو شمروخ النخل، أو العثكول، وقصة الضغث كما قال تعالى {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٤٤}⁣[ص: ٤٤]، أمره الله أن يأخذ عثكولا من النخل فيه مائة شمروخ ويضرب به امرأته واحدة تبرية ليمينه من الحنث، وتخفيفا عليه.

(١) التعطيل: هو نفي الصفات عن الله تعالى.

(٢) المضاهات: هي المشابهة والمماثلة.