أما البركة:
أما البركة:
  فما شاهده جماعة من الفضلاء وهم خمسة عشر، منهم فخر الدين مرحب بن سلمان السهلي الحرازي | أن الإمام # راح إلى قرية عتم من بلاد بكيل من الملقى [بجرن الفيل من نواحي مُقرى(١)] فأتى له صاحب المنزل بقليل من عيش يكون نصف صاع أو دونه ليفطر منه، فقدمه فأكل # منه شيئاً ثم دفع باقيه إلى الخمسة عشر ومعهم جوع شديد فأكلوا وشبعوا ببركته فتذاكروا ذلك فأقسم كل واحد منهم أنه لقد أصاب ما يكفيه لو لم يحصل غيره.
  ومن ذلك: أن يحيى بن الحسن الجالس(٢) أصاب صبياً بصنعاء أيام فتحها للإمام # في عينه حتى ابيضت عينه وذهب بصره، فأخذ له كتاباً منه # فما كان إلا أن تعلق الكتاب وأبصر في الحال وعوفي وعاد إلى صنعته من الخياطة.
  ومن ذلك: ما رواه القاضي راشد بن الحسن أنه أصاب ابنة له رمد شديد، حتى طلع على عينها البياض وتيبستا وخشينا ذهاب بصرها، فنفث لها الإمام # في سليط وبرك منه شيء في عينها فعوفيت وزال الألم والبياض.
  ومن ذلك: أن كتباً منه #, وصلت إلى شهاب الدين إلى عضدان(٣)، فأمر بضرب الريح(٤) حتى اجتمع أهل الحصن، وأمر بتنقية مساقي الماجل وقال
(١) مُقْرى - بضم الميم وسكون القاف وراء وألف مقصورة -: اسم قديم لمخلاف كبير من آنس، كان يطلق على ما يسمى اليوم مخلاف المنار من آنس ومغارب عنس.
(٢) يحيى بن الحسن الجالس: فقيه عالم فاضل، كان من فضلاء شيعة الإمام المنصور بالله، وأحد العلماء الذين قاموا بالرد على اعتراضات المعترضين على الأئمة.
(٣) عضدان: حصن في الجنوب الغربي من صنعاء على مسافة ميل.
(٤) الريح: الطبل التي تقرع للأمور الهامة.