السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على الإعتراضات على السيرة]

صفحة 253 - الجزء 1

  وإنما هي رحمك الله أعاليل بأضاليل، وأضاليل بأباطيل، طلباً للمحيد عن واجب الحق، وهيهات سدت الأبواب، ولو باقينا أو داجينا أحداً من أهل المعاصي لداجينا أهل الجوف، فقد رأيت لما تنفست المهلة وزاحت العلة، كيف صارت الأمور، ولو صارت الأطراف أوساطاً لعطل الجفير⁣(⁣١)، وخفر الخفير⁣(⁣٢)، فأما أن ننقض عقداً فلم نكن لننقضه، وإنما كنا نمنع بالشدة من العدوان، وسيكون ما قد كان.

[الاعتراض العاشر: في تبييت العدو ونصب المنجنيق]

  قال أيده الله: ومن ذلك تبييت أهل القبلة في أماكنهم، ونصب المنجنيق عليهم.

  الجواب عن ذلك: أن التبييت قد اختلف فيه رأي أهل البيت $:

  فكان محمد بن إبراهيم #، لا يرى به ولا يستجيزه، ولذلك قال لأبي السرايا لما جاء مبشراً له بالظفر والفتح، فقال: كيف صنعت؟

  قال: بيّتُّ القوم، فرفع # يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما فعله أبو السرايا، ويحك ألم تعلم أني لا أستجيز البيات، وأني أقدم الدعوة، فإن في القوم العبد والأجير، والصغير ومن لا ذنب له.


(١) الجَفير: الكنانة والجَعْبة التي تجعل فيها السهام.

(٢) الخفير: المجير، وخَفَرَه: استجار به وسأَله أَن يكون له خفيراً.