الفصل الثاني: [في الاستعانة بالفساق]
  جاء السلطان مبارز وكبار الجند يقودونه، وقبَّل ركبتيّ، وجثى بين يديّ، فأنكر ما روي فخيرنا غلامه بين العفو أو القصاص، فعفى عنه ولم نكره ذلك؛ لتغطية حال المذكور، وسلم له ديناراً سبائياً.
  وكذلك لما بلغنا في أثافت أن غلمان مبارز وجماعة اجتمعوا معهم لشرب شيء من المنكر، فأمرنا لهم فجروهم من بين يديه حتى جلدوا أدباً لا حدّاً.
[صور من إنصافه #]
  فأما قوله: إنا لا نتمكن من إنصاف مظلوم، ولا إيصال ذي حق منهم إلى حقه.
  فالكلام في هذا كالكلام فيما تقدم، فإنا ما نعلم شكية في حق رفعت إلينا إلا أزلناها، ولا قضية وقعت بين أيدينا إلا أمضيناها، فإن لم يعلم ذلك - أرشده الله - فنحن نعلمه والله يعلمه، وإنما نذكر من ذلك طرفاً نستدل به على غيره:
  من ذلك: أن شاكياً شكى ونحن في أثافت أن فرسكاً أُخذ له إلى دار مبارز، فأمرنا من بحث عن ذلك، فذكروا أن البيع قد انعقد وجاءوا ببينة فلم يرضها، فأمرنا