السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[في الصلح]

صفحة 407 - الجزء 1

  خالف أمره، وتعدى حدوده، وظلم عبيده، ولم يقف عند لوازم شرعه، وونوافذ أمره، وخوفهم عواقب الظلم، ومصارع البغي، وسطوات الانتقام.

  ولا تحكم بينهم بمرّ القضاء حتى لا تجد إلى الصلح سبيلاً.

[في الصلح]

  واعلم أن الصلح جائز في كل شيء، إلا ما حرم حلالاً، أو حَلَّل حراماً، مما لا يخرج بوجه من وجوه الشرع الشري عن بابه، وإلا فقد يأخذ أحد المصطلحين ما لم يكن له حلالاً قبله، فيحل له بالصلح ولا يحرم عليه.

  فإن اتضح لك الحق وكره قبول الصلح، فلا صلح.

  وإذا تعذر ذلك وامتنع وكان لا بد من الحكم فلا تعجل وتمهل يسيراً، بعد استقرار معرفة حكم الحادثة في قلبك، لتُجِيلَ وجوهها وعللها في فكرك، فتدري ما تأتي وما تذر، فأنعم النظر عند الفكر، واستخر الله عند الإمضاء، فإذا كان ذلك كذلك، فأطلق بالحق لسانك وقلمك مستمراً، كالسيل لا يردعه شيء من مستقره، والصارم البتار لا ترده جُنَّةٌ عن غايته في ضربته، ولتكن قضاياك كالسهام النافذة في أعراض المشكلات، فإن من القضاة من يزيد الخصوم برجع حكمه حيرة.

[في التثبت في الشهود]

  وعليك أن لا تقبل الهدية، وأن تضيف أحد الخصمين دون صاحبه، ولا تضطافه.