السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة

صفحة 124 - الجزء 1

  وأما ما ذكره من رسول الله ÷ وبهائمه التي كانت له:

  فلم نعلم أنه كان يُركبها على قدر المنازل والاستحقاق عند الله سبحانه، وإنما كان يحمل عليها من شاء، ولا يعترض عليه أحد في ذلك، وقد قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر: تذكر يوم لقينا رسول الله ÷؟ قال: نعم، فحملنا دونك، - وهما طفلان صغيران -.

  وأما قول الله سبحانه حاكياً عنه #: {قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}⁣[التوبة: ٩٢]، فذلك حق وصدق، معناه: فضلةً عن الذي احتاج إليه لنفسي وحاشيتي، ومن لا غنى لي عن ركوبه معي في سفري، فهذا ما عندنا فيه، والله أعلم.

  فأما أنه هل عَدِمَ الركوبَ بالدَّين، أو ما يحملهم عليه بأن يُنزِل مَن ذُكر مِن خدامه؟!، فلا يتوجه عندنا ذلك ولا يلزم، وقد أهديت لرسول الله ÷ حلة سيف بن ذي يزن وقيمتها مال، فوهبها لأسامة بن زيد مولاه، وقال بعضهم: هنيئاً لك يا أسامة لبست حلة سيف، في حديث طويل، ولم يعب عليه أحد من المسلمين ذلك.

  وأمَّره على من هو خير منه من المهاجرين والأنصار بالإجماع، وهو ابن سبع عشرة سنة، حتى تكلم من تكلم.

  فإن قيل: وأين منزلة أسامة؟

  قلنا: وأين منزلة أولئك ومنزلة رسول الله ÷ ونحن أبناؤه، وما أَخرْنَا ما قَدَّمَ، ولا قَدَّمْنَا ما أَخَّرَ، فنسأل الله التوفيق.