السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة

صفحة 154 - الجزء 1

  كثير الأنصار، والعشائر قريبة من النفار والفرار، ولم ندع من ذلك ممكناً، وقد كنا نأمر بذلك، وظهر لنا من أكثر البلد الصلاح، ولم يتعين لنا قاطع فرض في أثافت، ولا وجدنا من يقوم بذلك من الأخيار، في جميع الأقطار.

  وأما سترة الحريم:

  فهو الغالب على أهل البلاد - من غير أمر - أن نساءهم لا يخرجن، وإن خرج من ضعفاء الناس أحد فهن يخرجن متحفزات متخمرات كما بلغنا عنهم.

  وهذا تذكير بالله، وسمعاً لمن ذكّر عن الله، ودل على خير وهدى إلى رشد، وأعوذ بالله أن أكون جباراً شقيّاً، وأن تأخذني العزة بالإثم، وما وصل هذا الكتاب حتى صحنا في الأسواق، ونشرنا الكتب في الآفاق، بأن كل من ترك صلاة لحقته العقوبة، ووكلنا في بعض القرى وكيلاً بذلك، وإنما فعلنا ذلك لما تنفس الخناق، واسترخى الوثاق، بتقدم الخيل إلى صنعاء، وكون الصنو يحيى بن حمزة في ثلا.

  وقد تقدم الكلام فيما يؤخذ من الأيتام والمستضعفين من الإمام بما فيه كفاية.

  ومما يزيدك في أمرنا يقيناً: أنا ما أخذنا من بلد لم تجر فيها أحكام الظالمين إلا الأعشار أو ما طابت به أنفسهم من معونة، وإن كنا على أهلها قادرين، فإن ذلك مما يزيدك بصيرة، وقد تقدم الكلام في أنه لا يجري عليهم أعظم مما كان يؤخذ منهم ولا ما يساويه ويقاربه، بما علمنا ويعلمه الصالحون من أهل البلاد، وها هم حضور شاهدون.