وأما الفصل السادس
  فأما رجالهم: فهم الذين أوضحوا نهج الحق للطالبين، وبينوا سبيل الرشد للراغبين، ولأفاضلهم الكتب الموضوعة، وقد كانوا شموساً في زمانهم نيرة، يستضاء بها في ظلم الظلام.
  هذا الحسن بن عبد الرحمن، وهو أبو هاشم الإمام القائم باليمن، الخارج من الحجاز إلى اليمن، داعياً إلى الله سبحانه، وكرمه مشهور، ومجده مأثور.
  ثم بعده ولده القائم بأمر الله، المحتسب في سبيله، المنابذ لأعدائه، الذي شهد بفضله الموالف محبة، والمخالف حشمة، وله من الكرم ما ليس ينكره أحد من أهل المعرفة بالمذكور، ولا يجهله أحد من أهل الخير والرفعة، وقد احتج به الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين أحمد بن سليمان بن الهادي إلى الحق # في تصنيفه على المطرفية، فإنه أثنى عليه بما يليق به، وجعله حجة على مخالفيه.
  ثم بنوه البحار الزاخرة، والليوث الخادرة، والغيوث الماطرة.
  ثم بنوهم القماقم، البحور الخضارم، أعلام المعالم، وليوث الملاحم، أيامهم مذكورة، وأفعالهم مشهورة، ولولا خيفة التطويل - أرشده الله - لأفردنا كل واحد منهم بالذكر، ونعتناه بما لو طلبنا عليه البرهان لوجدناه وأقمناه.
  وهم السبب لحياة الدين، وتوطئة قواعد أمر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين أحمد بن سليمان، فإنهم جمعوا الشرف إلى مدر، وفعلوا من المروءة ما شهد لهم بالتبريز فيه أهلُ الشعر والمدر، ولهم مواقف بين يديه، ومشاهد في عصره # في الفعال والمقال، بكرم الخلال، وتحمل المؤن والكُلَف، على منهاج السلف، ولم يَدَّعِ أحدٌ من أبناء جنسهم لهم فيها مساواةً فضلاً عن ادعاء تبريز عليهم وزيادة.