[الجواب على الإعتراضات على السيرة]
  فكذلك كان، وقد شرينا ذلك مراراً، ومثل روايته # في الفرسك فعلنا في العنب، واختلاف الثمرة لا يؤثر في الحكم، وإن روينا ذلك فلأمر أوجبه، وقد قال يوسف #: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ٥٥}[يوسف]، وصف نفسه بالأمانة والعلم في ألفاظ كثيرة جمعها وجيز لفظ القرآن، فما في هذا.
  وقد روى القاسم # فضائله بنفسه، وروى أمير المؤمنين # لنفسه يوم الشورى سبعين فضيلة، لما لم يروها القوم وغفلوا عنها، ولو سئل خواصنا لرووا ما ذكرنا، ولكن السؤال لما انتهى إلينا ذكرنا ما علمنا تعريفاً لا تحريفاً.
  وكذلك في أمر العلف شريناه، وفي مرار طوت أفراسنا وهو موجود فما أخذناه، ولقد أمسنا في مكان يقال له المحافد في جبل الضلع، فلقد عرضوا علينا أن يبتغوا لأفراسنا شيئاً من زرعهم، فكرهنا، أو لفرسنا على حدته، فامتنعنا وأمسينا على حالة لا يعلمها إلا الله سبحانه، وهم خابون العلف وغيره، فلما فارقناهم صبحهم أمر الله سبحانه خاصاً من دون الناس في غير وقت مرض، فمات أكثرهم في مدة يسيرة، حتى جاء بقيتهم تائبين، والقصة معروفة مشهورة، وقد ذكرت في السيرة، فسألنا الله سبحانه أن يرفع عنهم، فاستجاب فله الحمد، إلى غير ذلك من منن الله سبحانه التي لا تحصى.