[الجواب على الإعتراضات على السيرة]
  هل من مدين فيقضى دينه؟، هل هل؟
  فما قام إلا رجل واحد، فقال: إني عار، فقاومه طويلاً، ثم أمر له بقميص وسراويل، فما ظنك عافاك الله لو عرضنا هذا المعرض في بعض المحافل، كم كان يكون الطالب والسائل.
  فأما أخذ أكثر من الحق فهو لا شك فساد في الدين، ونغل في اليقين، ولكنه إذا أخذ من المال جملة يعود صلاحها على الدين، قليلة كانت أو كثيرة، كانت من أحق الحق، فأما مع الغنى فلا يجوز ذلك.
  وقد علمت أنا لما قمنا، - والحال كما قدمنا -، لم نأخذ من أحد فلساً ولا صاعاً فما فوقه زيادة على الواجب، خوفاً لمثل ما ذكره #، ولا قبضنا درهماً من غير الحق لا يراد به وجه الله في ظننا، ومن حضر علم ذلك منا.
  وهذا حال الهادي # في أول الأمر كما قدمنا، وكما ذكره.
  فأما بعد شدة الحال عليه، فإنه طلب فوق الحق الواجب، حتى أنه طلب من صاحب الثلاثين والمائة فما فوق ذلك، واعتمد في ذلك أنه رآه صلاحاً للرعية، وحفظاً للبيضة، وعيب عليه كما عيب علينا، وقد ذكر ذلك مطلقاً في بعض مسائله، ولقد كان في بديء الأمر يقسم ربع الأعشار والحقوق للضعفاء والمساكين في أول الأمر، فلما تضايق الحال آثر به الجنود فصار لا يقسمه، فبغي عليه في ذلك، وأنا موقعك على هذه النكتة إن شاء الله جملة جملة، لينعقد عليك قلبك، ويأمن لها سربك.