السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على الإعتراضات على السيرة]

صفحة 249 - الجزء 1

  خالفه فقد هلك وهوى، وأفحش النظر لنفسه وأساء، واستوجب على فعله من الله العذاب الأليم، والخلود في الهوان المقيم، {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢٠}⁣[السجدة].

  تمت المسائل، والحمد لله ذي النعم والنوايل، وصلى الله وسلم على محمد المبعوث من أشرف القبائل، وعلى وآله ذوي الطوايل.

  فهل رأيتنا زدنا على اختياره #، مع أنا قد بينا لك أنا لو زدنا أو نقصنا، وعلمنا بما أرانا الله اجتهادنا، لما كنا بملومين ولا مخطئين، كما أشار إلى ذلك # وبينه، ولكن أين العقول؟ وأين من يرد درك الحق، وخلاص النفس، والبصيرة في الدين، لو كان ذلك لوجدوا من إمامهم ريحاً سجسجاً⁣(⁣١)، وعذباً سمهجاً⁣(⁣٢)، ولأثلج قلوبهم ببرد اليقين، ونفى عنهم الشبهات في الدين، وعرفهم ما جهلوا من آثار آبائه الصالحين، عليهم سلام رب العالمين، ولكان كلهم قادة رؤوساء، ولوجدوا في كل ضيق نفساً.

  في الرواية أن رجلاً سأل رجلاً من عبس فقال: كيف غلبتم القبائل الكبار على قلتكم؟

  فقال: كان فينا رئيس يصيب الرأي وكنا نطيعه، فكنا ألف رئيس.


(١) ريح سجسج: لاحارة ولا باردة.

(٢) لبن سمهج: دسم حلو.