السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # لما بلغه كلام من بعض المتشيعة]

صفحة 271 - الجزء 1

[جواب الإمام # لما بلغه كلام من بعض المتشيعة]

  

  ولما بلغه # كلام من الشيعة وطعنهم عليه، عجب من ذلك وعجَّب أصحابه الحاضرين، وقال: لقد كان لهؤلاء القوم مندوحة عما ارتكبوا من ثلاثة أوجه:

  أما الأول: فتحسين الظن فيه، وأن يعلموا أنه لا يقدم على أمر حتى يتشدد فيه ويبحث ويكون منه على يقين، فهذا هو الواجب في آحاد المسلمين أن يحسن بهم الظن في أفعالهم فضلاً عن أئمتهم.

  الثاني: أن يرجحوا حاله على حال من روى لهم الحديث، ويجعلوا روايته أصح، وعمله أوضح، ولا يلتفتوا إلى شيء من الروايات المستحيلة.

  الثالث: أنهم قد أقروا بلسان الاضطرار وغيرهم أنه من جملة العلماء، فإن المروي عن أمير المؤمنين # أنه قال: (اتفق رأيي ورأي عمر في جماعة من أصحاب رسول الله ÷ على تحريم بيع أمهات الأولاد، وأنا أرى الآن جواز بيعهن)، فقال له عبيدة السلماني المواحدي اليامي: يا أمير المؤمنين، رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك وحدك، وهو رأي الإمامية ورأي الناصر # من الأئمة $.

  والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلامه.