[المقدمة]
[المقدمة]
  
  وصلى الله على محمد وآله
  الحمد لله الذي جل عن إدراك المشاعر، وتعالى عن مشابهة الأعراض والجواهر، وتقدس عن الحصول متناهياً محدوداً في رويات الخواطر، بوجوب القدم له استغنى عن العناصر، وباستحقاق القدرة لذاته اكتفى عن المعين والناصر، سبق الكونَ والبين، فاستحال عليه الكيف والأين، وجبت له صفة العظمة والجلال، فأبدع الصنع المحكم في غاية الكمال بغير مثال، حمداً يُسقطُ عنا الواجب من شكر نعمه، ويقتضي المزيد من فوائد جوده وكرمه.
  وصلى الله على نبيه محمد وآله الذي اختصه برحمته، وهداه لحل المشكلات من غرائب حكمته، ورأم بلطف دعائه ما نأى من أمور أمته، فرحم به عباده، وأصلح بلاده، فنهج السبيل، وأوضح الدليل، وأيقظ الخلائق من الغفلة والسِّنة، ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، واستقام ÷ على تلك الشدائد الهائلة صابراً، وعلى هداية العباد مثابراً، حتى قُبض مفقوداً، ورُفع محموداً.
  وصلى الله على عترته الطاهرة المرضية، الهادية المهدية، الذين تعرف بمودتهم سعادة السعداء، ويتبين ببغضهم شقاوة الأشقياء، قرنهم الحكيم سبحانه بكتابه المبين، على لسان نبيه الصادق الأمين، ÷ الطيبين، فقال فيما رويناه عنه بالإسناد المتين، صلى الله عليه وعلى عترته أجمعين: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني