[الحب في الله والبغض في الله]
  للنفع إلى النفس -، فإن وجوبه يستقيم على مذهب الشيخ أبي علي - من حيث إنه لا يترك إلا إلى نقيضه -.
  فأما على مذهب الشيخ أبي هاشم: فهو إنما يجب من طريق آخر، وهي أن الأفعال لا بد من إيقاعها على وجوه، ولا تقع على تلك الوجوه إلا بعد اعتقاد فيها، واعتقاد وجوب المباح بل المندوب قبيح من حيث إنه جهل، ولا يقع الظن ولا العلم للسلامة إلا بالاستقامة، وبالصبر على إيثار رضا الله.
[الحب في الله والبغض في الله]
  فامحضوا النصيحة لإخوانكم في الله سبحانه، وتناصروا بألسنتكم وأيديكم في المغيب والمحضر، فالله تعالى بلطفه وصل بالإسلام بين الأعداء، وفرق بالكفر بين الأقارب، فصادقوا الأباعد في الله، وعادوا الأقارب لله، فهو عز من قائل يقول: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢}[المجادلة]، وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات]، فعم في ذلك وأوجب الأخوة بالإيمان، وهذا بحمد الله واضح، والأخوة لا تراد إلا للمحبة والصلة والتزاور والتباذل.
  وقد روينا في ذلك عن النبي ÷ أنه قال: «وجبت محبتي للذين يتحابون فيّ، ويتباذلون فيّ، ويتزاورون فيّ»(١).
(١) أمالي أبي طالب، الباب الخامس والثلاثين، الترغيب في الحب في الله.