[نص الرسالة]
[نص الرسالة]
  
  سلام عليكم فإن نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
[أهمية القضاء]
  أما بعد: فإن القضاء فريضة من الله تعالى فرضها على من استخلفه في بلاده، ليفصل به ما التبس بين عباده، قال تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ٢٦}[ص: ٢٦]، وقال تعالى فيه # {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ٢٠}[ص: ٢٠].
  الحكمة: معرفة معاني ما أنزل الله.
  وفصل الخطاب: القضاء.
  وقال تعالى فيه وفي ولده سليمان ª: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨}[الأنبياء: ٧٨]، وقال تعالى لأبينا محمد ÷: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}[المائدة: ٤٩]، وهذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.
  ولما بعث رسول الله ÷ معاذاً إلى أرض اليمن قال: «بم تحكم»، قال: بكتاب الله، قال: «فإن لم تجد»، قال: فبسنة رسول الله ÷، قال: «فإن لم تجد»، قال: أجتهد رأيي، فقال # «الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما وفق له رسول الله ÷».