نص دعوته #
  {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[الحج: ٧٨]، وقرننا بكتابه المبين، على لسان رسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وذلك ثابت فيما روينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: «أيها الناس، اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة، هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة من دخله غفر له، خذوا عني عن خاتم النبيئين حجة من ذي حجة قالها في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما إنتمسكتم به لن تظلوا من بعدي أبدًا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  وأوجب محبتنا في الذكر الحكيم، فقال تقدس وتعالى ربّاً: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، وروينا أنه صلى الله عليه سئل فقيل له: من قرابتك الذين أمر الله بمودتهم؟ فقال: «فاطمة وابناها».
  فلما كان ذلك كذلك عرضت نفسي على أهل البصائر والأديان، ونصبتها في معرض الامتحان، متصدياً للإصدار والإيراد، من الأوداد والأضداد، بلين وإنصاف، وبشر وإتحاف، في كل ما تحتاج إليه الأمة من أسباب دينها، وعلم نبيها، وما يرد على قواعد الدين من أصناف المخالفين، هذا مع الإحاطة بمعاني كتاب الله ø وحقائق الخطاب، وما يتبع ذلك من الأوامر والنواهي، والخصوص والعموم، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، والقصص والأخبار، والعبر والأمثال، بين الدفتين